الجمعة، 2 ديسمبر 2016

الدرس السابع من قواعد البلاغة

الدرس السابع من قواعد البلاغة

الخبر والإنشاء

الكلام قسمان:

خبر وأنشاء

أولاً: الخبر:
أ- تعريفه: عرف الخبر بأنه: ما يحتمل الصدق والكذب لذاته.

والخبر قد يكون مثبتاً أو منفياً: الخبر الذي يحتمل الصدق أو الكذب لذاته إما أن يكون مثبتاً مثل: قام زيد، أو منفياً مثل: ما قام زيد.

فائدة:

معنى كون الخبر يحتمل الصدق والكذب لذاته: يقول البلاغيون: إن احتمال الخبر للصدق والكذب إنما يكون بالنظر إلى مفهوم الكلام الخبريِّ ذاته دون النظر إلى المُخبر أو الواقع؛ إذ لو نظرنا عند الحكم على الخبر بالصدق أو الكذب إلى المُخبر أو الواقع لوجدنا أن من الأخبار ما هو مقطوع بصدقه لا يحتمل كذباً، وما هو مقطوع بكذبه لا يحتمل صدقاً.
فمن الأخبار المقطوع بصحتها، ولا تحتمل الكذب ألبتة: أخبار الله -- أي كل ما يخبر الله به، وكذلك أخبار رُسله - عليهم الصلاة والسلام -.
ومما يقطع بصحته البديهيات المألوفة مثل: السماء فوقنا، والأرض تحتنا، وماء البحر مالح، وماء النهر عذب.
ومن الأخبار المقطوع بكذبها، ولا تحتمل الصدق: الأخبار المناقضة للبديهيات نحو: الجزء أكبر من الكل، والأسبوع خمسة أيام.
وكذلك الأخبار التي تتضمن حقائق معكوسة نحو: الأمانة رذيلة، والخيانة فضيلة.

القسم الثاني الانشاء:
والإنشاء هو قسيم الخبر، وقد يعبر عنه أحياناً بالطلبِ، والحديثُ عنه سيتناول ما يلي:
أ- تعريفه: قيل: هو الكلام الذي لا يحتمل الصدق والكذب لذاته.
وعلى حد تعبير البلاغيين: هو ما يستدعي مطلوباً غير حاصل في وقت الطلب.

وأنت لا تستطيع أن تقول لمن ينادي شخصاً، ويأمره، وينهاه: إنك صادق أو كاذب؛ لأنه لا يُعلمنا بحصول شيء أو عدم حصوله

أغراض الخبر :
لأي خبر نخبر به غرضان رئيسان

هما: فائدة الخبر ، ولازم الفائدة.

أولاً: فائدة الخبر.

ويكون ذلك إذا كان المخاطب يجهل مضمون ذلك الخبر ، فإذا قلت لزميلك مبشرا : ظهرت نتائج الامتحان ،أو قلت له:انتصر المسلمون على عدوهم ، فيكون الغرض من حديثك هذا هو إيصال مضمون الخبر لجهله بالخبر كله.

ثانياً: لازم الفائدة

وذلك عندما يكون المخاطب عالماً بمضمون الخبر، فلا يضيف له ذلك الخبر معلومة جديدة، بل أحيانا يكون المخاطب أكثر معرفة بمضمون الخبر من المتكلم، كقولك لصاحبك على سبيل الإخبار لا السؤال: اسمك محمد، أو قولك : أنت قدمت من السفر أمس ،

هذان هما الغرضان الرئيسان ، أما الأغراض الفرعية فهي كثيرة ، وتتبين من خلال السياق ومنها :

1- إظهار التحسركقول أم مريم: (( رب إني وضعتها أنثى ))، فمن المقرر أن مريم لم ترد مضمون الخبر؛ وهو إخبار الله سبحانه بأنها وضعت أنثى؛ لأن المخاطب وهو الله عز وجل عالم بذلك، ولم تقصد أيضاً لازم الفائدة ؛ لأن الله عز وجل يعلم أنها عالمة ، ولكن فائدة كلامها هو إظهار التحسر والتأسف على أنها كانت تريده ذكراً لا أنثى

2- إظهار الضعف ، ومنه ماجاء على لسان موسى عليه السلام :(( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ))، وذلك بعدما ظهرت قوته في قضائه على الرجل بوكزه له ، وبرفعه غطاء البئر، بعد هذا كله قال ذلك اعترافاً بضعفه، وإظهارا لحاجته إلى ربه .
.
3-الوعظ والإرشاد : ومنه قوله تعالى : (( كل نفس ذائقة الموت )) فهنا لايستفيد المستمع مضمون الخبر، لأنه لاينكر وقوع الموت أحد، فدل هذا على أن الخبر له غرض آخر وهو الوعظ ،
.
وحال المخاطب يكون على ثلاثة أنواع هي :

( أولاً )الابتدائي :

وهو الخبر الموجه لمخاطب خالي الذهن ، فهنا يوجه الكلام إليه خالياً من كل مؤكد تناسبا مع خلو ذهنه من الخبر.

( ثانياً ) الطلبي :

وهو الخبر الموجه لمخاطب شاك أو متردد، فهنا يستحسن تأكيد الكلام له بمؤكد واحد، لإزالة تردده وشكه.

( ثالثاً ) الإنكاري :

وهو الخبر الموجه لمخاطب منكر أو مكذب ، فهنا لابد من توكيد الكلام له بأكثر من مؤكد ، بحسب قوة الإنكار والتكذيب

وبهذا نعلم أن أضرب الخبر ثلاثة وهي:

1- ابتدائي لخالي الذهن

2-طلبي للشاك والمتردد

3-إنكاري للمنكر والمكذب


ويناسب الأول الكلام معه بدون أ داة توكيد نحو ( زيد قائم)

ويناسب الثاني الكلام معه بأداة واحد نحو (إنّ زيداً قائمٌ)

ويناسب الثالث الكلام معه بأكثر من أداة واحد نحو ( إن ّ زيداٌ لقائمٌ)

والضابط في هذا الباب
فيما يتعلق بتوكيد الكلام من عدمه
👇🏽
(الأصل أن خالي الذهن لا يؤكد له الكلام والشاك والمتردد يستحسن أن يؤكد له الكلام بتوكيد واحد والمنكر يؤكد له بأكثر من مؤكد حتى يزول الإنكار )

هذا هو الأصل ولكن قد يخرج عن الأصل بعض الأحيان وهذا سيأتي ذكره ان شاء الله

والله الموفق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More