الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

سلسلة الدروس القواعد النحوية المختصرة الدرس الثاني والأربعون

سلسلة الدروس القواعد النحوية المختصرة  الدرس الثاني والأربعون



القاعدة الثالث والأربعون



المفعولُ المُطْلَقُ



مَفْهُومَهُ: هُوَ مَصْدَرٌ يُذْكَرُ بِعْدَ فِعْلِ صَرِيحٍ من لَفْظِهِ مِنْ أَجْلِ تَوْكِيدِ مَعْنَاهُ أو بِيَانِ عَدَدهِ ، أَوْ بَيَانِ نَوْعِهِ ، أَوْ بَدَلاُ من إِعَادَةِ ذِكْرِ الفِعْلِ.



مِثْل: عاتَبَتُهُ عِتَابَاُ.

      دَارَ اللاعِبُ حَوْلَ المَلْعَبِ ثَلاثَ دَوْرَاتٍ.

      تَحَدَّثْتُ حَدِيثَ الواثِقَ من نَفْسِهِ.

      صَبْرَاً في مَجَالِ الشِّدَةِ.



شروط المفعول المطلق





1ـ مصدر 

2ـ منصوب 

3ـ يحقق الغرض 

4ـ مشتقا





أنواعه:



1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله .



نحو : قفز النمر قفزا . وأجللت الأمير إجلالا .



ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }



فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها .



2 ـ لبيان نوعه .



نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا .



ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم .



فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ، وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله .



3 ـ أو لبيان عدده .



نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين .



" فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل .



فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما مصدر أسم مرة .





الفائدة الأولى:

تثنية المفعول المطلق وجمعه :



1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول :



انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات .



2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة .



نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد .



بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد .



3 ـ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته .



نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .





الفائدة الثانية:

حذف عامل المفعول المطلق :



يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي :



أولا : حذف العامل جوازا :



1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة .



أي : سبحت سباحة جيدة .



ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية .



وكأن يقال لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين .



ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث .



2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها .



كأن تقول لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا .



وأنت تريد : حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا .



غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة .



أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟





الفائدة الثالثة:

حذف العامل وجوبا :



يجب حذف عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية :



1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله .



نحو : سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة .



ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا .



والتقدير : فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة .



2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) .



نحو : محمدٌ قياما قياما .



فقياما الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي .



وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ .



ومنه قول الخنساء :



        ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت      فإنما هي إقبال وإدبار



3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا .



نحو : ما يوسف إلا اتكالا .



والتقدير : إلا يتكل اتكالا .





4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة .



نحو : هذا صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا .



وأحمد صديقي قطعا .



والتقدير : أحق حقا ، وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا .



5 ـ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث المعنى .



ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ، والبكاء ، والصياح ، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر .



نحو : لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال .



لعليٍّ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .



عملٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .



عملَ : مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه .



فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ .



ومنه : لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء .



ومنه : مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى .







وبقي في الباب مسائل تركناه للاختصار والله الموفق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More