الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

الدرس التاسع من قواعد البلاغة الواضحة

الدرس التاسع من قواعد البلاغة الواضحة



القسم الثاني من الكلام الانشاء:



والإنشاء هو قسيم الخبر، وقد يعبر عنه أحياناً بالطلبِ



تعريفه: قيل: هو الكلام الذي لا يحتمل الصدق والكذب لذاته.



وأنت لا تستطيع أن تقول لمن ينادي شخصاً



 أقسام الإنشاء: ينقسم الإنشاء إلى قسمين: طلبي وغير الطلبي.



- الإنشاء الطلبي: وهو الذي يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب.



وهو خمسة أنواع:

1- الأمر: وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام نحو قوله - تعالى -: [يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ] 



وللأمر أربع صيغ تنوب كل منها مناب الأخرى في طلب أي فعل من الأفعال على وجه الاستعلاء والإلزام، وهي:



أ- فعل الأمر: كما في المثال الماضي، وكما في قوله - تعالى -: [خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا] 



ب- المضارع المقرون بلام الأمر: كما في قوله - تعالى -: [فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ] 



ج- اسم فعل الأمر: كما في قوله - تعالى -: [عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ] 



د- المصدر النائب عن فعل الأمر كما في 

قوله: [فَضَرْبَ الرِّقَابِ] 



2- النهي: وهو طلب الكف عن الفعل، أو الامتناع عنه على وجه الاستعلاء والإلزام.

وللنهي صيغة واحدة وهي المضارع المقرون بـ: لا الناهية الجازمة، نحو قوله -تعالى-: [وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً] 



3- الاستفهام: وهو طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبل بأداة خاصة.



4- التمني: وهو طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله إما لكونه مستحيلاً -والإنسان كثيراً ما يحب المستحيل ويطلبه- وإما لكونه ممكناً غير مطموع في نيله.

فمثال الأول قول الشاعر:



ألا ليت الشباب يعود يوماً = فأخبره بما فعل المشيب 

ومثال الثاني قوله - تعالى -: (يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ )



5- النداء: وهو طلب إقبال المدعو على الداعي بأحد حروف النداء.





والإنشاء غير الطلبي: وهو ما لا يستدعي مطلوباً.

وله أساليب وصيغ كثيرة منها: 



1- صيغ المدح والذم، مثل: نعم وبئس، وحبذا ولا حبذا.



2- وصيغ العقود نحو: بعت، واشتريت، ووهبت، وأعتقت.



3- القسم: بالواو، أو بالباء، أو بالتاء.



4- التعجب، نحو: ما أكرمه، وأكرم به.



5- الرجاء بـ: عسى، أو اخلولق، وحرى مثل: [فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ] 



فعل الأمر وصيغه كمايلي:



1.    الوجوب: وذلك كقوله تعالى: ) أقيموا الصلاة (.



2.    الندب: وذلك كقوله تعالى: ) فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ( . 



3.    التأديب : وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم

لعمر بن أبي سلمة، وهو طفل صغير، ويده تطيش في الصفحة : ( كل مما يليك ) . 



والفرق بين الندب والتأديب، أن التأديب لتهذيب الأخلاق، وإصلاح العادات، والندب لثواب الآخرة. 



4.     الإرشاد: وذلك كقوله تعالى: ) إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ( وقوله ) واستشهدوا



5.    الإذن: وذلك كقول القائل لمن طرق بابه: ادخل. 



6.    الإباحة: وذلك كقوله تعالى: ) كلوا من  طيبات مارزقناكم





7-الإكرام: وذلك كقوله تعالى لأهل الجنة: ) ادخلوها بسلام آمنين ( . 



8-الامتنان: وذلك كقوله تعالى: ) كلوا مما رزقكم الله(. 



 9-التهديد : وذلك كقوله تعالى في خطاب الكفار، تهديداً لهم : ) اعملوا ما شئتم ( وقوله في خطاب إبليس تهديداً له : ) واستفزز من استطعت منهم ( . 



10-الإنذار: وذلك كقوله تعالى: ) قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ( .



11-الإهانة : وذلك كقوله تعالى إهانة للكافر يوم القيامة : ) ذق إنك أنت العزيز الكريم ( . 



وضابطها:  أن يؤتى بلفظ يدل على الخير والكرامة، ويراد منه ضد ذلك. 



12-الاحتقار: كقوله تعالى حكاية عن موسى يخاطب السحرة: ) ألقوا ما أنتم ملقون ( أي فما تلقونه من السحر محتقر أمام المعجزة. 



   وهناك معاني غير ماذكرنا يُعرف من السياق 



ولكن الأصل أن يكون فعل الأمر للوجوب ولايخرج منها إِلَّا بقرينة قوية تدل عليه





والله الموفق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More