الاثنين، 5 ديسمبر 2016

سلسلة الدروس القواعد النحوية المختصرة الدرس الواحد والأربعون

سلسلة الدروس القواعد النحوية المختصرة الدرس الواحد والأربعون




القاعدة الثاني والأربعون
الاشتغال

تعريفه : هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم ، أو بما يلابس ضميره . نحو : محمدا أكرمته . وواجبك اكتبه .

ومنه قوله تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلا }

وقوله تعالى : { والجبال أرساها }

وقوله تعالى : { والقمر قدرناه منازلا }

الفائدة الأولى:
المواضع التي يتعين فيها وجوب النصب للاسم المشغول عنه : ــ

يجب نصب الاسم المشغول عنه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور

إذا وقع بعد الأدوات التي تختص بالفعل . كأدوات الاستفهام ما عدا الهمزة ، وأدوات الشرط ، والتخصيص ، والعرض .

مثال الاستفهام : هل الواجب عملته ؟ وهل الخير فعلته ؟

مثال الشرط : إن محمدا صادفته فسلم عليه .

وإن درسك أهملته عاقبتك .

والتحضيض نحو : هلاّ الحق قلته . هلاّ العمل أتقنته .

والعرض نحو : ألا صديقا تزره ، ألا العاجز ساعدته .



الفائدة الثانية:

المواضع التي يتعين فيها وجوب الرفع :

يجب رفع المشغول عنه إذا وقع مبتدأ ، وذلك في ثلاثة مواضع :

1 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا الشوارع تغمرها السيول .

الشوارع : مبتدأ ، ولا يصح أن تكون مفعولا به لفعل محذوف ، لأن إذا الفجائية لم يوليها العرب إلا مبتدأ أو خبر .

ومنه قوله نحو قوله تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى }



فـ " إذا " الفجائية لا يقع بعدها إلا الجملة الاسمية

فإن نصبنا بعدها الاسم بفعل محذوف امتنع ذلك ، لأنها لا تختص بالدخول على الأفعال .

وعلى عكسها " إذا " التي للجزاء ، فهي لا تختص إلا بالدخول على الأفعال لأن
الجزاء لا يكون إلا بالفعل


2 ـ بعد واو الحال . نحو : وصلت والشمس مائلة للمغيب .


3 ـ قبل ما له الصدارة كأدوات الاستفهام ، أو الشرط ، أو التحضيض ، أو كم الخبرية ، أو لام الابتداء ، أو ما النافية ، أو ما التعجبية ، أو إن وأخواتها .

نحو : القلم هل أعدته لصاحبه ، والكتاب هل قرأته .

ونحو : محمد إن يحضر فبلغه تحياتي ، والدرس متى تحفظه تنجح .

ونحو : القصة هلاّ قرأتها ، والمقالة هلاّ كتبتها .

ونحو : عليّ كم أحسنت إليه ، وعبد الله كم جالسته .

ونحو : الكتاب لأنا اشتريته ، والواجب لأنا حللته .

ونحو : الكذب ما قلته ، والشر ما فعلته .

ونحو : الجو ما ألطفه ، والسماء ما أجملها .

ونحو : يوسف إني أكرمه ، وأخون لعلي أعرفه .

فلأسماء في الأمثلة السابقة ، والواقعة قبل ما له الصدارة جاءت مبتدآت ، والجمل بعدها في
محل رفع أخبار لها ، ولا يصح نصب تلك الأسماء بأفعال محذوفة يدل عليها الأفعال المذكورة ، لأن الأفعال الواقعة بعد الأدوات السابقة لا تعمل فيما قبل تلك الأدوات ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا .


الفائدة الثالثة :

المواضع التي يتعين فيها ترجيح النصب :

يرجح نصب المشغول عنه في مواضع هي :

1 ـ أن يقع بعد الاسم المشغول عنه فعل طلبي : أمر ، أو نهي ، أو دعاء .

نحو : الدرس احفظه ، والصديق أكرمه .

ونحو : الواجب لا تهمله ، والكتاب لا تمزقه .

ونحو : عليا هداه الله ، وأحمد سامحه الله ، واللهم أمري يسره .

2 ـ أن يقع الاسم بعد : حتى ، وبل ، ولكن الابتدائيات .

نحو : صافحت الحاضرين حتى محمدا صافحته .

ونحو : ما عاقبت عليا ولكن يوسف عاقبته .

ونحو : ما شربت الشاي بل اللبن شربته .

3 ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام . نحو : أ الكتاب قرأته ، وأمحمدا كافأته .

ومنه قوله تعالى : { أ هؤلاء من الله عليهم من بيننا }

وقوله تعالى : { قالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه }

4 ـ أن يقع الاسم جوابا لمستفهم عنه منصوب . نحو : عليا استقبلته .

في جواب من سأل : من استقبلت ؟

ونحو : التمر أكلته . في جواب : ماذا أكلت ؟

5 ـ أن يعطف الاسم المشغول عنه على جملة فعليه عمل فعلها النصب فيما بعده . نحو : شاهدت محمدا وعليا صافحته ، عاقبت المهمل والمجتهد كافأته .

الفائدة الرابعة:

رابعا المواضع التي يتعين فيها ترجيح الرفع : ـ

يترجح رفع الاسم المشغول عنه في غير المواضع السابقة ، أي إذا لم يكن ما يوجب نصبه ، أو يرجحه ، أو يوجب رفعه .

نحو : المجتهد كافأته ، والمهمل عاقبته .

فقد رجح النحاة في الاسم الواقع قبل الفعل كما هو واضح في الأمثلة السابقة الرفع

على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر .

وقد أجاز بعضهم نصبه على الاشتغال . فنقول : المجتهدَ كافأته . بنصب المجتهد ، ومحمدا أكرمته .

ومنه قوله تعالى : { ذلك نتلوه عليك من الآيات }

فـ " ذلك " جاز فيها أن تكون في موضع على الابتداء ، وهو الأرجح ، والنصب على الاشتغال ، وهو المرجوح .



الفائدة الخامسة:

خامسا ـ جواز الرفع والنصب :

يجوز في الاسم المشغول عنه الرفع والنصب إذا عطفنا على الجملة ذات الوجهين

والمقصود بالجملة ذات الوجهين : أنها الجملة التي صدرها اسم وعجزها فعل ،

فهي اسمية باعتبارها مبتدأ وخبر ، وفعلية باعتبارها مختومة بفعل ومعموله

نحو : محمد مسافر وعليٌّ أو عليا أنزلته عندي .

ونحو : خالد أخفق وإبراهيمَ أو إبراهيمُ كافأته .

ومنه قوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل }


وبالله التوفيق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More