♢بسم الله الرحمن الرحيم♢
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذ الدرس السادس من أحكام صلاة الوتر.
وفيه مسائل:
المسألة التاسعة عشرة:
مايقرأ في والوتر.
يستحب أن يقرأ في الركعتين قبل الوتر-واللتين هماشفع له-في الركعة
الأولى بسبح،وفي الثانية بالكافرون،
وهذاقول الجمهور
قال الإمام الترمذي تعليقا على حديث (٤٦٦):《الذي اختاره أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،ومن بعدهم أن يقرأ: {سبح اسم ربك الأعلى}و{قل ياأيها الكافرون}و{قل هوالله أحد}،يقرأفي
كل ركعة من ذلك بسورة》
وينظر:الأوسط(٥\٢٠٧-٢٠٥)
والدليل على ذلك ١)حديث أبي بن كعب:《أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتر بثلاث ركعات،كان يقرأ في الأولى ب {سبح اسم ربك الأعلى}[الأعلى١] وفي الثانية ب{قل ياأيهاالكافرون} [الكافرون١]وفي الثالثة ب {قل هو الله أحد}[الإخلاص١]ويقنت قبل الركوع،فإذافرغ،قال عندفراغه: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات، ويطيل في آخرهن》.
أخرجه النسائي(٣\٢٣٥)وابن حبان في صحيحه٦\٢٠٢رقم٢٤٥٠-الإحسان)
والحديث صححه الألباني في (صحيح سنن النسائي(١\٣٧١-٣٧٢)
٢)عن ابن عباس قال:《كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتربثلاث، يقرأ
في الأولى ب{سبح اسم ربك الأعلى}
[الأعلى١]وفي الثانية ب{قل ياأيها الكافرون}[الكافرون١]وفي الثالثة ب{قل هو الله أحد}[الإخلاص١]
أخرجه النسائي(٣\٢٣٦)والحديث صححه الألباني في(صحيح سنن النسائي)(١\٣٧٢)
٣)عن عبدالعزيزبن جريج قال:سألت عائشة:بأي شيءكان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟قالت:《كان يقرأ في الأولى ب{سبح اسم ربك الأعلى}[الأعلى١]وفي الثانية ب{قل ياأيهاالكافرون}[الكافرون١]وفي الثالثة ب{قل هوالله أحد}[الإخلاص١]
والمعوذتين》أخرجه الترمذي(٤٦٢)
وحسنه الألباني في (صحيح سنن الترمذي)(١\١٤٤)
٤)عن عبدالرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في
الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل ياأيها الكافرون وقل هوالله أحد،فإذا سلم قال:سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس،سبحان الملك القدوس،ورفع بالثالثة صوته.
إخرجه أحمد(١٥٣٥٤)والطيالسي(٥٤٦)
والنسائي(١٧٣٢-١٧٣١)وسنده صحبح
رجاله رجال الصحيحين.
والحديث صححه الألباني في سنن النسائي (١٧٥٢)
وهذه الأحاديث فيهاالإشعار بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفصل بين الشفع والوتر،وهذاجاء صريحا:
عن أبن عمرقال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين الشفع والوتر بتسليم يسمعناه)
أخرجه ابن حبان(٥٤٦١) وأحمدفي المسند(٢\٧٦، ٧\٢٣٠)والحديث صحح إسناده أحمدشاكر.
وهذا الذي تشعر به الأحديث هو الأفضل كما قررنا لك ذلك لأنه أكثر فعله عليه الصلاة والسلام وذكرناهناك كلام العلماء السابق.
وليس معنى هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ماكان يوتر بثلاث موصولات،فقدجاءفي رواية لحديث
أبي بن كعب السابق بلفظ:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر ب{سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى١]وفي الثانية ب{قل ياأيها الكافرون}[الكافرون١]وفي الثالثة ب {قل هوالله أحد}[الإخلاص1١]
ولايسلم إلا في آخرهن،ويقول-يعني:
بعدالتسلبم-:سبحان الملك القدوس ثلاثا)أخرجه النسائي(٣\٣٣٥-٣٣٦)
والحديث صححه الألباني في (سنن النسائي)(١\٣٧٢)
☆المسألة العشرون☆
يستحب للأمام أو من يسمع غيره قراءته أن يترك قراءة سورة الإخلاص في ركعة الوتر أحياناقليلة
لئلا يعتقد بعض الجهال وجوبها.
قال ابن القاسم في خاشية الروض المربع(٣\١٨١)《ولاينبغي المداومة على ذلك،فإنه قديفضي إلى اعتقاد أنه واجب》
ولماثبت عن عثمان أنه ختم القرآن في ركعة الوتر. وسبق تخريجه
ولماثبت عن ابن عمر أنه كان يقرأفي
وتره من آخر حزبه. وسبق تخريجه
ولماثبت عن أبي موسى أنه أوتر بمائة آية وسبق تخريجه.
☆المسألة الحادية والعشرون☆
حكم القنوت في الوتر.
القنوت في الوترمستحب.
والدليل على أستحابه:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر ولايقنت أحيانا، فدل ذلك على عدم وجوب القنوت في الوتر،إذ لو كان واجبا،ما تركه صلى الله عليه وسلم أحيانا.
والله أعلم.
والدليل على ذلك:أنه ثبت عن بعض الصحابة والتابعين ترك القنوت في الوتر،وثبت عن بعضهم ترك القنوت في الوتر طوال السنة،إلافي النصف من رمضان،وثبت عن آخرين القنوت
في الوتر طوال السنة.
أنظر(المصنف)لابن أبي شيبة (٢\٣٠٥-٣٠٦)
و(مختصرقيام الليل)للمروزي (135-136)و(مجموع الفتاوى) (٢٢\٣٢٩)
وهذاالاختلاف منهم مشعر بأنه لم يثبت لديهم جميعهم قنوت الرسول صلى الله عليه وسلم في كل صلاة وتر،وفي هذادليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يترك الوتر-أحيانا. والله أعلم.
وممن حكى هذاالاختلاف الترمذي، فقال:《اختلف أهل العلم في القنوت
في الوتر،فرأى عبدالله بن مسعود القنوت في الوتر في السنة كلها، واختارالقنوت قبل الركوع،وهوقول بعض أهل العلم،وبه يقول سفيان الثوري،وابن المبارك،وإسحاق،وأهل الكوفة.
وقدروي عن علي بن أبي طالب أنه كان لايقنت إلافي النصف الآخر من رمضان،وكان يقنت بعدالركوع،وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا، وبه يقول الشافعي،أحمد》
أنظر(سنن الترمذي)(٢\٣٢٩)
قال شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله
:وأماقنوت الوتر فللعلماء فيه ثلاثة
أقوال:قيل:لايستحب بحال،لأنه لم يثب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر،وقيل:بل يستحب في جميع السنة،كماينقل عن ابن مسعود وغيره،ولأن في السنن أن النبي صلى الله وعليه وسلم علم الحسن بن علي رضي الله عنهما دعاء
يدعو به في قنوت الوتر،وقيل:بل يقنت في النصف الأخير من رمضان
كما كان أبي بن كعب يفعل.
وحقيقة الأمرأن قنوت الوترمن جنس
الدعاء السائغ في الصلاة،من شاء فعله،ومن شاءتركه....وإذاصلى بهم قيام رمضان،فإن قنت في جميع الشهر،فقد أحسن،وإن قنت في النصف الأخير،فقدأحسن،وإن لم يقنت بحال،فقد أحسن.
أنظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمدبن تيمية(٢٢\٢٧١)
وإذا قنت الإمام أمن من خلفه،فإن لم يسمع قنوت الإمام،دعا هو.
أنظر الكافي:ابن قدامة(١\١٥٣)
☆المسألة الثانية والعشرون☆
وهي موضع القنوت في الوتر.
وفي هذه المسألة: أختلفت أقوال العلماءفي ذلك إلى قولين.
القول الأول:قالوا لمن يصلي ركعة الوتر أن يقنت بعد الركوع.
وستدلوا:بأحاديث منها.
١)عن أبي هريرة،قال:لأقربن صلاة النبي صلى الله هليه وسلم،فكان أبو هريرة-رضي الله عنه-يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الظهر، وصلاة العشاء،وصلاة الصبح،بعد مايقول :سمع الله لمن حمده،فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار،
رواه البخاري(٧٩٧)ومسلم(٦٧٦)
٢)عن محمدبن سيرين قال سئل أنس
أقنت رسول النبي صلى الله عليه وسلم في الصبح؟قال:نعم،فقيل له: أوقنت قبل الركوع؟قال:بعد الركوع
يسيرا،
رواه البخاري(١٠٠١)ومسلم(٦٧٧)
(٣)عن أنس قال:قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرابعدالركوع
يدعوعلى أحياء من العرب،
رواه البخاري(٤٠٨٩)
(٤)عن أنس رضي الله عنه قال:قنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرايدعو على رعل وذكوان ويقول عصية عصت الله ورسوله.
رواه مسلم(٤٠٩٤)
(٥)عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرابعدالركوع في صلاة
الفجر يدعو على بني عصية.
رواه مسلم
(٦)عن ابن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول:اللهم العن فلاناوفلانا وفلانا،بعد مايقول:سمع الله لمن حمده ربناولك الحمد.
رواه البخاري(٤٠٦٩)
(٧)عن خفاف بن إيماء قال:ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع رأسه فقال:غفار غفر الله لها وأسلم سالمهاالله وعصية عصت الله ورسوله اللهم العن بني لحيان والعن رعلا وذكوان،ثم وقع ساجدا.
رواه مسلم(٦٧٩)
قالوا:هذه أحاديث متعددة تثبت القنوت بعد الركوع في الصلوات الخمس،فيقاس عليه قنوت الوتر، ولثبوت قنوت الوتر بعد الركوع عن جمع من الصحابة، منهم.
(١)أبوبكر الصديق رضي الله عنه:
روى ابن أبي شيبة (٧٠٨٥)،ومن طريقه عبدالله بن أحمد في مسائله (٩٣)عن يحي بن سعيد عن العوام بن حمزة قال:سألت أباعثمان عن القنوت؟فقال:بعدالركوع.فقلت:عن من
؟فقال:عن أبي بكر وعمر وعثمان.
وسنده حسن.
(٢)عمربن الخطاب رضي الله عنه.
ثبت عن عبدالرحمن بن عبد القاري أنه قال:(خرجت مع عمربن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد،فإذا الناس أوزاع متفرقون
يصلي الرجل لنفسه،ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط،فقال عمر:إني
أرى لو جمعت هؤلاءعلى قارىء واحد
لكان أمثل.ثم عزم،فجمعهم على أبي بن كعب،ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم،قال عمر:نعم البدعة هذه،والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون-يريد: آخرالليل-وكان الناس يقومون أوله- وزاد في رواية:وكانوايلعنون الكفرة في النصف:اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك،ويكذبون رسلك،
ولايؤمنون بوعدك،وخالف بين كلمتهم،وألق في قلوبهم الرعب،وألق
عليهم رجزك وعذابك،إله الحق.ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم،ويدعوللمسلمين بمااستطاع من
خير،ثم يستغفرللمؤمنين.قال:وكان يقول إذافرغ من لعنه الكفرة وصلاته
على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته:اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد،وإليك نسعى ونحفد،نرجو رحمتك ربنا،ونخاف عذابك الجد،إن عذابك لمن عاديت ملحق،ثم يكبر ويهوي ساجدا)
أثرصحيح رواه البخاري في كتاب صلاة التراويح،باب فضل من قام رمضان،برقم(٢٠١٠)إلى قوله:(وكان الناس يقومون أوله).والزيادة في الرواية الأخرى أخرجها ابن خزيمة في صحيحه(٢\١٥٦-١٥٥)وصحح إسناده الألباني في رسالته (صلاة التراويح(ص٤١-٤٢)
روى ابن جرير في تهذيب الآثار (مسندابن عباس رقم٥٨٦) عن أبي رافع أنه قنت مع عمر في صلاة الصبح بعد الركوع.وسنده صحيح، رجاله رجال الصحيحين.
(٣)علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
رواه ابن المنذر(٢٧٠٣)والبيهقي(٣٣٦٨
)وابن جرير(٥٧٨) وسنده حسن.
قال:الإمام أحمد كمافي مسائل ابنه عبدالله(ص٩١)(اختارالقنوت بعد الركعة،لأن كل شيء يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت إنما
هوفي الفجرلمارفع رأسه من الركعة)
قال الإمام ابن تيمية كمافي مجموع الفتاوى(٢٣\١٠٠)(فصل:وأماالقنوت فالناس فيه طرفان و وسط منهم من لايرى القنوت إلاقبل الركوع ومنهم من لايراه إلابعده،وأما فقهاء أهل الحديث كأحمد وغيره فيجوزون كلا
الأمرين لمجيء السنة الصحيحة بهما
وإن اختاروا القنوت بعد الركوع لأنه
أكثر وأقيس فإن سماع الدعاءمناسب
لقول العبدسمع الله لمن حمده فإنه يشرع الثناءعلى الله قبل دعائه كما بنيت فاتحة الكتاب على ذلك أولها ثناء وآخرها دعاء)
وانظر صحيح البخاري مع شرح ابن رجب باب القنوت قبل الركوع وبعده
(٦\٢٧٠-٢٧٩)واختيارات ابن تيمية الفقهية للدكتور سليمان التركي (٣\٣٨-٤٥)
وتلاحظ أن أصحاب هذاالقول ماعندهم نص صريح في المسألة إلا أثر عمر في جمع الناس على قارىء واحد.
ومحل الدلالة في قوله(ثم يكبر ويهوي ساجدا)إذفيه أن دعاء القنوت
في الوتر كان بعد الركوع،إذ لوكان الدعاء بعد القراءة لكبر للركوع لا للسجود.
وباقي الآثار ليس فيهادلالة على نص المسألة: وهي القنوت في الوتر. وإنما جائت في جميع الصلوات مثل الأحاديث التي أستدلوا بها.
والقول الثاني من قال أن القنوت يكون قبل الركوع وبعد القرأه
أستدلوا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وآثار عن الصحابة منها:
(١)عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال:《إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوترفيقنت قبل الركوع》
أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها،باب ماجاءفي القنوت قبل الركوع وبعده،حديث رقم(١١٨٢) والنسائي وأبوداود والحديث صححه الألباني في الإرواء (٢\١٦٧)حديث رقم(٤٢٦)
ومن الأثار عن الصحابة منها:
(١)عن علقمة(أن ابن مسعود وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع)
رواه ابن أبي شيبة(٢\٣٠٢) بسندحسن.والأثر قال عنه الألباني
و في(الإرواء)(٢\١٦٦)
(هذاسندجيد،وهوعلى شرط مسلم)
(٢)عن عمربن الخطاب رضي الله عنه
روى ابن أبي شيبة(٦٩٧٢)عن هشيم قال:أخبرنامنصور عن الحارث العكلي
عن إبراهيم عن الأسودبن يزيدأن عمر قنت في الوترقبل الركوع.وسنده
صحيح رجاله رجال الصحيحين.
(٣)عن أبي عبدالله عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه جعل القنوت في عهده قبل الركوع وبعد القراءة
وسنده حسن عن أنس كماسيأتي بعدقليل.وأنظر الإرواء(٤٢٤)
(٤)عن أبي الحسن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.
رواه عبدالرواق(٤٩٦٠-٤٩٧٤)وابن أبي شيبة(٧٠٩٣)والطحاوي(١١\٣٧٣)
أسناده حسن لغيره.
(٥)عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
روى ابن أبي شيبة(٦٩٧٦)والطحاوي
في مشكل الآثار(١١\٣٦٦)والطبري (٦٦٦)من طريقين أحدهماصحيح عن
عبدالرحمن بن الأسود عن أبيه به عن ابن مسعود أنه كان لايقنت في شيء من الصلوات إلافي الوتر قبل الركوع
وسنده صحيح.
(٦)عن عبدالله بن عباس رصي الله عنه.
رواه عبدالرزاق(٤٩٧٣)وابن جرير (٦٢٦)بسندصحيح،ورواه أيضاابن جرير(٦٢٥)بسندآخر صحيح ورواه ابن أبي شيبة(٧٠٨٦-٧٠٨٧)بسندين آخرين صحيحين.
(٧)عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
رواه ابن أبي شيبة(٧٠٩٠)ومن طريقه
ابن المنذر في الأوسط(٢٧١٦) بسندحسن.
(٨)عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
رواه ابن ماجه (١١٨٣)بسند صحيح عن أنس أنه سئل عن القنوت في صلاة الصبح؟فقال:كنانقنت قبل الركوع وبعده.وقدصحح البوصيري هذه الرواية،وانظرالإرواء(٤٢٤)
(٩)البراءبن عازب رضي الله عنه.
رواه ابن أبي شيبة(٧١٠٩)عن وكيع عن سفيان عن مطرف عن أبي الجهم عن البراء:أنه قنت في الفجر حين فرغ من القراءة وكبر حين ركع. وإسناد صحيح.
وعن جماعات غيرمعينين من الصحابة كما تقدم في أثر مسعود
أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع.
وقالوا :لأن في ذلك مصلحة لمن يحضر إلى المسجد متأخرا ليدرك الركعة بإدراك الركوع.
روى المروزي في قيام الليل:الوترباب القنوت بعد الركوع(ص٣١٧)من طريق
الدراوردي عن حميدعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقنت بعد الركعة وأبوبكر وعمر
حتى كان عثمان فقنت قبل الركعة ليدرك الناس.
وسنده حسن. قال في نيل الأوطار (٣\٥١):(قال العراقي:وإسناده جيد)
وانظر الإرواء(٤٢٤)
حكى الطحاوي كمافي الإقناع للفاسي(١\٣٧٥)أنه لاخلاف أن القنوت يفعل في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر بعد القرأة،.
وقال ابن القيم في بدائع الفوائد (٤\١٤١١)عند ذكره لبعض مسائل الفضل بن زياد عن أحمد:(وسمعته يسأل عن القنوت قبل الركوع أوبعده
؟فقال:كل حسن إلا أني أختار بعد الركوع)
وروى البخاري (٧٩٧)ومسلم(٦٧٥)
من طريق عاصم الأحول قال:سألت أنس بن مالك،عن القنوت فقال:قدكان
القنوت قلت قبل الركوع،أوبعده قال قبله قال فإن فلانا،أخبرني عنك أنك قلت بعدالركوع فقال كذب إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا-أراه-كان بعث قوما يقال
لهم القراء زهاء سبعين رجلا إلى قوم
من المشركين دون أولئك،وكان بينهم
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
عهد فقنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم شهرا يدعو عليهم.
فالذي يظهر من أستعراض هذه النصوص أن القنوت يكون في الركعة
الأخيرة بعد القراءة وقبل الركوع،
هذاالثابت من فعله-صلوات الله وسلامه عليه-غالبا،وكان أحيانا يقنت للوتر بعد الركوع،
أم في سائر الصلوات الخمس فإن الثابت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقنت في الركعة الأخيرة بعد الركوع. والله أعلم.
تم بحمد لله:
في ١١من رببع ثاني لعام ١٤٣٨ه
كتبه:أبوالحارث
عبدالله الريني
المدينة النبوية:حرسها الله