الدرس السادس عشر من قواعد البلاغة
الإيجاز والإطناب والمساواة
(الايجاز): هو وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ أقل، مع وفائها بالغرض المقصود ورعاية الإبانة والإفصاح فيها.
و (الإطناب): زيادة اللفظ على المعنى لفائدة.
و (المساواة): تساوي اللفظ والمعنى، فيما لم يكن داع للإيجاز والاطناب.
كما أنه إذا لم تف العبارة بالغرض سمّي: (إخلالاً).
وإذا زاد على الغرض بدون داع سمّي: (تطويلاً)
الايجاز على قسمين:
1 ـ ايجاز القصر، ويسمّى ايجاز البلاغة، وذلك بأن يتضمن الكلام المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة من غير حذف، كقوله تعالى: (وإذا مرّوا باللّغو مرّوا كراماً) فإنّ مقتضى الكرامة في كل مقام شيء، ففي مقام الإعراض: الإعراض، وفي مقام النهي: النهي، وفي مقام النصح: النصح، وهكذا.. وهكذا..
2 ـ ايجاز الحذف، وذلك بأن يحذف شيء من العبارة، لايخل بالفهم، مع وجود قرينة.
أمثلة لأيجاز الحذف
قال تعالى: (ولم أك بغيّاً) أي: ولم أكن.
قال تعالى: (وجاهدوا في الله حقّ جهاده)أي: في سبيل الله.
قال تعالى: (وأتممناها بعشر)أي: بعشر ليال.
قال تعالى: (ومن تاب وعمل صالحاً)أي: عملاً صالحاً.
فائدة:
ثمّ أنّ دواعي الإيجاز كثيرة نشير الى بعضها:
1 ـ الإختصار.
2 ـ تحصيل المعنى باللّفظ اليسير.
3 ـ تقريب الفهم.
4 ـ تسهيل الحفظ
5 ـ ضيق المقام.
6 ـ الضجر والسآمة.
7 ـ إخفاء الامر على غير السامع، وغير ذلك.
وللإطناب أقسام كثيرةمنها:
1 ـ ذكر الخاص بعد العام، قال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى)
2 ـ ذكر العام بعد الخاص، قال تعالى: (ربَّ اغفر لي ولوالديَّ ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات)
3 ـ توضيح الكلام المبهم بما يفسِّره، قال تعالى: (وقضينا اليه ذلك الأمر انّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين)
4 ـ التوشيع، وهو أن يؤتى بمثنى يفسّره مفردان، كقوله (عليه السلام): العلم علمان: (علم الاديان وعلم الابدان)
فائدة:
وهناك موارد يستحسن فيها الإطناب، منها:
1 ـ الصلح بين الأفراد، أو الجماعات، أو العشائر.
2 ـ التهنئة بالشيء.
3 ـ المدح والثناء على أحد.
4 ـ الذمّ والهجاء لاحد.
5 ـ الوعظ والإرشاد.
6 ـ الخطابة في أمر من الامور العامّة.
7 ـ رسائل الولاة إلى الرؤساء والملوك.
8 ـ منشورات الرؤساء إلى الشعب.
والمساواةعلى قسمين:
1 ـ المساواة مع رعاية الاختصار، وذلك بتأدية المراد في ألفاظ قليلة الاحرف كثيرة المعنى، نحو قوله تعالى: (هل جزاء الاحسان إلا الإحسان)
2 ـ المساواة من دون اختصار، وذلك بتأدية المعنى المراد بلا رعاية الإختصار، نحو قوله تعالى: (كلّ امرىء بما كسب رهين)وقوله سبحانه: (وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)ونحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم (انّما الاعمال بالنيّات ولكلّ امرىء ما نوى)
فإن الكلام في هذه الامثلة لا يستغنى عن لفظ منه، ولو حذفنا منه ولو لفظاً واحداً لاختلّ معناه، وذلك لأنّ اللّفظ فيه على قدر المعنى لا ينقص عنه ولا يزيد عليه.
والله الموفق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق